Tue, 30 Nov, -0001
قاد عباس عبيد منتخب العراق إلى بلوغ ربع نهائي كأس آسيا عام 2000، قبل أين ينتقل للعمل كمحلل تلفزيوني حيث انهدرت دموعه مباشرة عبر التلفزيون عندما شاهد منتخب بلاده يفوز بلقب كأس آسيا 2007.
والآن فإن عبيد يتوقع أن يحقق منتخب العراق مسيرة مميزة في النسخة المقبلة لكأس آسيا 2015 في أستراليا.
وسجل عبيد مسيرة مميزة في كافة أرجاء الملاعب الآسيوية، حيث بدأ اللعب في أندية بغداد، قبل أن يتخذ قرارا جريئا بالانتقال للعب في الدوري الكوري الجنوبي، حيث فاز بلقب بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري عام 1998 مع نادي بوهانغ ستيلرز.
وخلال هذه الفترة أصبح عبيد يحمل شارة الكابتن في منتخب العراق، وقاده إلى تحقيق رصيد مثالي في تصفيات كأس آسيا 2000 في لبنان، ليستعد الفريق بعد ذلك للنهائيات من خلال معسكر تدريبي أقيم في جمهورية يوغسلافيا السابقة.
وقال عبيد حول تلك الفترة: وصلت مباشرة من كوريا الجنوبية إلى يوغسلافيا حيث كان الفريق يجري معسكرا تدريبيا للنهائيات، وكان المدرب آنذاك اليوغسلافي ميلان زيفادينوفيتش، حيث خضعنا لمعسكر تدريبي مكثف عبر التدريب مرتين أو ثلاث مرات في اليوم.
وأضاف: الطعام لم يكن جيدا هناك، ولم يكن يكفينا بسبب كثافة التدريبات اليومية، وأنا كقائد للفريق تحدثت مع المدرب حول هذا الأمر، حيث قرر استبعادي من الفريق في اليوم الأول من المعسكر.
وأوضح: ولكن بعد بضعة أيام جاء المدرب إلي واعتذر وقمنا بتسوية الأمر، رغم أن بقية اللاعبين الجيدين لم يتم استدعاءهم إلى الفريق لأسباب لا أعرفها، مثل حبيب جعفر الذي كان يقدم مستوى جيد في الدوري العراقي آنذاك، إلى جانبين لاعبين أو ثلاثة آخرين.
وبدأ منتخب العراق مشوار المنافسة في كأس آسيا بصورة جيدة، حيث حقق الفوز على تايلاند 2-0، ثم تعادل مع لبنان المضيف 2-2 وخسر أمام إيران، ليحجز مقعده في الدور ربع النهائي لمواجهة اليابان.
وتحدث عبيد عن المباراة أمام اليابان حيث سجل هدف التقدم لمنتخب بلاده على ستاد المدينة الرياضية في بيروت: أذكر أن منتخب اليابان كان جيدا للغاية ويمتاز بالذكاء، وقد كنت استمتع بمشاهدة مبارياتهم، ولكن في الليلة قبل المباراة فكرت كثيرا حول إمكانية تحقيق مفاجأة أمامهم وحصد الفوز.. كان الهدف الذي سجلته رائعا، خاصة وأنه جاء في أول خمس دقائق، ولكنهم بعد ذلك قتلونا، ربما لأن هدفنا جاء في وقت مبكر.
وقد أدرك منتخب اليابان التعادل في الدقيقة 11 عن طريق هيروشي نانامي وأضاف الهدف الثانية بواسطة ناوهيرو تاكاهارا، ثم عاد نانامي وسجل الهدف الثالث ليضيف توموكازو موجين هدفا منح اليابان التفوق بنتيجة 4-1.
وتفوق منتخب اليابان بعد ذلك على الصين في الدور قبل النهائي، قبل أن يفوز على السعودية في النهائي بنتيجة 1-0 ليحقق لقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه.
وأوضح عبيد الذي اعتزل عام 2001: كانت البطولة جيدة، ومنحتنا الخبرة، ولكن فريقنا لم يكن جيدا كفاية، توقعت ألا نجتاز حتى الدور الأول، وبالتالي فإن التأهل إلى الدور ربع النهائي يعتبر إنجازا جيدا.
واستمر اهتمام عباس عبيد بمتابعة منتخب العراق في نهائيات كأس آسيا 2004، خاصة مع مشاركة شقيقه الأصغر حيدر في تلك البطولة، لكن الفريق الذي كان يضم تشكيلة مكونة في الغالب من اللاعبين الذين شاركوا في نهائيات 2000 خرج أيضا من الدور ربع النهائي.
وبعد ثلاث سنوات عاد المنتخب العراق يلتوج بلقب كأس آسيا 2007، حيث يقول عبيد عن تلك البطولة: استعدادات البطولة اقتصرت على 40 يوما فقط، حيث شارك الفريق في بطولة غرب آسيا أولا فتعادل في مباراتين وخسر واحدة، ثم خاض مباراتين وديتين فخسر 0-3 أمام كوريا الجنوبية و0-2 أمام أوزبكستان، وكان المستوى سيئا.
وتابع: كان لديهم مدرب جديد هو جورفان فييرا، ولم يكن يعرف أسماء بعض اللاعبين، ومنذ يوم تعيينه حتى انطلاق كأس آسيا عمل 60 يوما فقط مع الفريق، ولكنه فاز بلقب كأس آسيا.
وكشف: مستواهم فاجأ الكثير من الناس، ومن بينهم أنا، ولكن اللاعبين كانوا جيدين وقدموا مستوى جيد، كما أن النزاعات داخل البلاد حفزت اللاعبين لتقديم أفضل ما بوسعهم، حيث فازوا على منتخب أستراليا الجيد للغاية، وفازوا على كوريا الجنوبية ثم تغلبوا في النهائي على السعودية.
وخلال كأس آسيا 2007 كان عبيد يعمل كمحلل تلفزيوني في دبي، حيث لم يتمكن من السيطرة على نفسه عندما سجل يونس محمود هدف الفوز للعراق في مرمى السعودية بالدقيقة 72، وقد قال عن ذلك: عندما سجل يونس قفزنا من الفرح داخل الاستوديو، وبعد أن أصبح البث مباشرا من الاستوديو شاهدت الشعب العراقي يحتفل في كافة أرجاء العالم.
وكشف حول ما حصل معه آنذاك: عند عرض اللقطات التلفزيونية، شاهدت أحد أصدقائي يحتفل في الأردن، ولم أكن قد رأيته منذ 20 عاما، وهذا جعلني أبدأ بالبكاء على التفزيون، لأنني كنت سعيدا وكان ذاك الأمر رائعا للشعب العراقي.
وأضاف: كان هنالك الكثير من العراقيين في الإمارات، وعندما فاز الفريق بلقب كأس آسيا امتلأت كل الشوارع بالناس من أجل الاحتفال، ولهذا فقد كان الكثير من الناس سعداء لأنها المرة الأولى التي يفوز فيها العراق بلقب كأس آسيا.
وبعد أربع سنوات تأهل منتخب العراق إلى ربع نهائي كأس آسيا 2011 في قطر، حيث خسر أمام أستراليا بنتيجة 0-1 عندما سجل هاري كيويل هدف الفوز لأستراليا في الشوط الإضافي الثاني.
ومع اقتراب انطلاق نهائيات كأس آسيا 2015 في أستراليا، فإن عبيد يعتقد أن المنتخب العراقي يمتلك كل الفرص لإعادة صنع إنجاز عام 2007، بالاعتماد على شخصين هما المدرب حكيم شاكر والمهاجم يونس محمود.
وأوضح عبيد: العديد من الناس يطلقون على حكيم شاكر لقب (مورينيو العراق)، فهو مدرب محظوظ من ناحية النتائج، محظوظ لغاية الآن من ناحية اللاعبين والنتائج في البطولات.. رغم أن الجيل الحالي من اللاعبين الذي يمتلكه المدرب حكيم ليس أفضل من جيل عام 2007، إلا أن هذا الجيل يمتلك القدرة على بلوغ الأدوار الإقصائية، بحيث سيحصل على المركز الثاني على الأقل في مجموعته.
وتابع: هناك العديد من اللاعبين الجيدين في الفريق، ولكن يونس محمود سيواصل الحفاظ على مكانته كأهم لاعب، فهو لاعب يمتلك خبرة من خلال خوض أكثر من 100 مباراة دولية، وهو لاعب ممتاز ويمتلك العديد من المزايا.
وختم: أنا أقلق أحيانا عندما يلعب الفريق مع منتخبات مثل كوريا الجنوبية واليابان في الأدوار الإقصائية، لأن هذه الفرق قوية جدا، ولكنني أعتقد أن فرصة الفوز بلقب أي بطولة يعتمد على الحظ، وكما قلت سابقا فإن حكيم مدرب شاكر محظوظ جدا.